منبع الحب ما هو الحب ؟...
- صعب أن أصفه , فهو سر الوجود.ألا يقول الحديث القدسي : " كنت كنزاً مخفياً فاحببت أن أعرف فخلقت الخلق " . فهذا الكون نتاج حب الله .
فبالحب تحمل الأم ...
وبالحب تضع مولودها , ولو سمح لأحد أن يقول في آخر لحظة من حياته أهم ما يريد قوله لقال شيئاً يرتبط بالحب .
أنت تحب فأنت حي . ومن دون الحب , لا يبقى أمام صاحبه إلا أن يموت .
أين منبع الحب ؟..
- الحب منبعه في مصبه .. فلكي تحصل عليه , لا بد أن تعطيه .
ولمن نعطيه ؟..
- للجميع ... بل ولكل ما في الحياة , حتى للهواء , والماء , وذرات التراب , وأوراق الشجر .
ألا ينتهي إذا أعطيناه بهذا الحجم ؟!!...
- ينتهي ؟!!..
إن الحب كنبع عميق الجذور يزداد غزارة , كلما أخذنا منه ... ومن دون أن تصرف منه لن تحصل عليه .
تغذية المحبة كيف نشحذ المحبة في أعماقنا ؟....
- للمحبة تجليات . ويكفي أن يعمل الانسان بوحي المحبة حتى تتجلى له أبهى مظاهرها . فالمحبة مرشدة أمينة لا تدعوك إلى ما يضر .
في المفردات اليومية ماذا نعمل ؟ إن المحبة خرساء,ولا يمكنها أن تسمعنا صوتاً؟...
- ولكن المحبة , مع ذلك , كالضمير تتكلم بلا صوت , وتسمعك إرشاداتها بلا نطق .
إنني أشعر بها في أعماقي , ولكن مشكلتي هي التعبير عنها ....
- إذا قلنا أن المحبة مثل دقات القلب , فإن جل ما نحتاج إليه هو وضع سماعة تكبر صوتها . وأعني إنك عندما تشعر بها في أعماقك أسمع صوتها للآخرين .....
..... وكما إن من يريد أن يعلم بوحي ضميره يحتاج إلى أن يصبح ناطقاً رسمياً له , فيقول بصوتٍ عال ما يقوله الضمير بصوتٍ خفوت, كذلك فيما يرتبط بالمحبة .
فالمحبة أن تقول كلمة رقيقة بشأن من تحب ... وأن تقدم خدمةً _ولو بسيطة_ من دون أن يطلب منك ذلك .
وأن تصغي إلى المحبوب وهو يتحدث ...
وأن تتحمل ثقله ...
وأن تتعاطف معه ...
وأن تبادر إلى مساعدته ...
وأن تقف معه في مواجهة عدوه ...
وأن تدفع عنه المكروه ...
وأن تهدي إليه من الهدايا ما يعبر عن حبك له , وتخلص له الولاء , وتقبل منه حتى المذلة ....
أن أقوم بكل ذلك ؟...
- أو ببعضه حسب الظروف .
وطن عمري